الانف وعلاقتها بالمساج او التدليك



                          أنفك بوابة العلاج ! 

يرتبط هذا العلم ارتباطا مباشراً بالأنف والجلد اذ يشكلان نقاط التوزيع الأساسية للعلاج بالروائح ، كما يشكل هذا
العلاج نوعا من العلاج بالعقل ايضاً.
فالعلاج الروائح الذكية لا يؤثر في حاسة الشم وحدها بل يرافق ويتناغم مع الحواس الأخرى حيث يشكل جسرا بينهما ليتحول الجسد بأكمله إلى معزوفة متناغمة تعزفها اوركسترا الحواس . 
ويرجع هذا المفعول العلاجى إلى قدرة هذه الزيوت على النفاذ بدرجة فائقة خلال طبقات الجلد نظراً لحجم جزئياتها المتناهي في الصغر وهو ما يجعلها تمتص إلى تيار الدم وتحدث تأثيرات عامة لها نتائج طيبة في علاج بعض الأمراض كالصداع واضرابات الهضم ،وارتفاع ضغط الدم وغيرها ذلك بالإضافة لما تمتاز به أغلب الزيوت من مفعول مطهر يقضى على الجراثيم , ولكل رائحة أو زيت قوته العلاجية الخاصة كتخفيف التوتر ومقاومة العدوى الميكروبية أو كمنشط جنسي . 

فاللافندر والتفاح المتبل يزيدان من نشاط موجة " الفا " للمخ هوما يؤدى إلى الاسترخاء ومن ناحية أخرى يؤدى استنشاق رائحة الياسمين أو الليمون إلى ارتفاع نشاط موجات " بيتا" بمقدمة للمخ وبالتالي إلى زيادة الانتباه والتركيز ، كما اكتشفت بعض الأبحاث أن الزيت العطري لشيح البابونج " الكاموميل " مادة مضادة للالتهابات في حين أن زيت القرنفل مادة مضادة للميكروبات . 

وليس من الجديد القول بأن رائحة الكافور تجعل عملية التنفس أفضل ،وهو ما جعله وصفة شعبية رائجة جيلا وراء جيل ، وفى صورة نقط للسعال أو دهان للصدر ، كما استخدم روسيا لعلاج الأنفلونزا .


لكن تبقى الخلفية التي يعمل بها العلاج بالروائح العطرية غامضة إلى حد ما ، فقد اكتشف الباحثون أننا عندما نستنشق جزئيات من مادة عطرية فإنها ترتبط بمستقبلات خاصة وتنتج شحنات كهربية تصعد عبر أعصاب الشم إلى المخ وهدفها النهائى هو الجهاز الطرفي بالمخ Limbic System الذى يقوم بمعالجـة مشـاعرنا وذاكرتنا اذ يبدو ان للروائح تأثيرا على الخلايا الدماغية وخصوصاً تلك المختصة بالذاكرة والعواطف ، وهو ما يؤدى إلى تحسن في الجسم والنفس والعواطف . 
وبعض الزيوت الطيارة لها رائحة تؤثر على نقاط معينة في المخ ، وهو ما يؤدى إلى إفراز هرمونات السعادة أو الاسترخاء وأكد العلماء أنها ناجعة في محاربة الاكتئاب والحزن والقلق والأرق . 


                           الشفاء في قطرة عطراً ! 

وتتكون الزيوت العطرية الطيارة من سائل نباتى مركز بمثابة روح أو جوهر النبات أو كما يطلق عليه أحيانا ( هرمون
النبات ) ، تمتاز برائحتها الحلوة الذكية سريعة التطاير ، وتفرزها غدد خاصة بالنبات قد توجد في الزهور أو الأوراق أو السيقان أو الجذور كما توجد في لحاء بعض الأشجار ، ومن أشهر الزيوت العطرية المستخلصة والمستخدمة زيوت
الياسمين – الورد ذ- اللافندر – الريحان – البرجموت – المر – البابونج – النيرولى ( وهو زيت البرتقال أو النازنج ) – النعناع – الكافور وغيرها .
يتغير تركيب هذه الزيوت من الناحية الكيميائية بصفة مستمرة وهى داخل النباتات بأن تنتقل من جزء إلى آخر حسب ساعات النهار وخلال تغيير الفصول .

لهذا يجب جمع النباتات المخصصة لاستخلاص الزيوت منها وقت معين من السنة وفى ظروف جوية محددة وفى ساعة معينة من اليوم أحيانا .

وتتراوح كمية الزيت الطيار في النبات ما بين 1 % إلى 10 % أو أكثر كذلك فان زيادة درجة الحرارة والضوء الشديد والهواء والرطوبة لها تأثير ضار على الزيوت الطيارة ، ولهذا يجب حفظها في مكان مظلم وفى زجاجات داكنة
اللون ومحكمة الغلق وبدرجة حرارة منخفضة .

وتمثل الزيوت العطرية أحد أهم المواد الأساسية التي ينصح باستخدامها خبراء تمارين الاسترخاء الذهنى والبدنى ، إضافة إلى خبراء التدليك وعلوم المساج الطبى وذلك بهدف التخلص من التوتر والقلق الذهنى الذى تولده ساعات العمل الطويلة وضغوط المكتب . 

فعلى سبيل المثال يساعد زيت اللافندر على الاسترخاء واستعادة التوازن في الجسم والنفس والعواطف ويساعد على النوم واستعادة السكينة ويلطف العضلات المتبعة ، كما أن له القدرة على تحفيز جهاز المناعة وله خصائص مطهرة للبشرة .

وتؤكد بعض الدراسات ذات المصداقية التي نشرت في دوريات علمية أو طبية ذات سمعة طيبة أن الروائح يمكنها تنشيط الطاقة الإنتاجية والإبداع ،وقد تحقق الشفاء من بعض العلل المزمنة . 

تعليقات

المشاركات الشائعة